الأحد، 14 يوليو 2013

ما بين الفار والنار



ما بين الفار والنار

وانا صغيرة كانت والدتى بتخوفنى بـ "أبو رجل مسلوخه" و "أمنا الغولة" وأوضة الفيران (مع ان مافيش عندنا فى البيت أوضه ليا انا شخصيا ماعرفش هيجيبوا منين أوضه للفيران  !!) ...

لما كبرت شوية بقت بتستخدم معايا نوع جديد من الترهيب إسمه الشبشب (وياسلام لو كان من بتاع الحمام اللى بيلسوع د ه )

شويه بشويه بدأت أفهم ان انا مسلمه وان ده حرام وده حلال .. ومن هنا إختفى الفار خالص من ساحة الترهيب بدأ نوع تانى من الترهيب .. اسمه    " هتدخلى النار "
ولما كنت اعمل حاجه كويسه كانت تقولى "كده ربنا يحبك ويدخلك الجنه"

كبرت اكتر وبدأت التمس طريقى الفكرى والدينى بنفسى واسمع من المشايخ والدعاه .. وبصراحه ماستحملتش أكمل لحد من المشاريخ دى لقائين على بعض .. لقيت كل كلامهم عن النار وان ده حرام وربنا قال ... والرسول قال .... واللى مايعملش كده هيكون فى النار وان معظم أهل النار من النساء .. والخمر حرام والحجاب فرض والزنا كبيره من الكبائر وان اللى مايصليش هيتعذب فى نار جهنم و .. و ... و ...

وبدأت تقل كلمة الجنه من حديثهم لدرجة انها بقت تكاد تختفى .. ماعرفش السبب فى إهمالهم لأسلوب الترغيب هو انهم لقوا ان اسلوب الترهيب بياكل مع الناس أكتر ؟ ولا انهم مش متأكدين ان الحاجه اللى بيقولولك تعملها دى هتدخلك الجنه فعلاً ولا لأ ؟!!

عموما مع الوقت مابقتش بسمعلهم أصلا لأن الكلام اللى بيقولوه ده  انا زهقت من مسألة ترديده زى البغبغان وخلاص 

انا مش عاوزه حد يقولى اعملى كذا عشان تدخلى الجنه وماتعمليش كذا عشان ماتخدليش النار .. انا كنت عاوزه حد يقولى اعملى كذا عشان هيعود عليكى بفايده كيت وكيت وكيت .. او لو عملتيه هيتسبب فى ضرر كيت وكيت  (بعيد بقى عن الجنه والنار الله يباركلكم)

عاوزه حد يكلمنى عن ربنا بشكل يخلينى احبه .. مش أخاف منه !! .. فرق كبير انك تسمع كلام حد عشان بتحبه وانك تسمع كلامه عشان خايف منه !
لو خايف من النار هتعمل كل حاجه ربنا يقولك عليها بس ..عشان مش يدخلك النار وتتعذب فيها .. 

صحيح هتصلى انما هيكون هدفك من الصلاة انك ماتدخلش النار او عشان تدخل الجنه .. لكن فكرت فى مره تصلى عشان تقابل ربنا وتقعد تتكلم معاه لمجرد انه واحشك ومش مستنى منه مصلحه !

هو ده الفرق بين اللى انا عاوزاه واللى مشايخ الزمن ده عاوزنّى أكونه  .. !

مع انهم مش هيخس عليهم حاجه لما يفهموا الناس الهدف الأساسى من كل حاجه ربنا حرمها أو حللها ويخلوا الجنه والنار للآخره ولحساب ربنا .. 
مش آجى أسألك ؟ تقولى ده حلال او ده حرام وترمي الفتوى فى وشى وتطلع تجرى وتقول "هو كده" !!!

فى الأزهر كانوا بيدرسولنا حاجه اسمها (حكمة المشروعية) .. يعنى كل حاجه ربنا قالها او عملها ليها سبب حتى انه خلق آدم نفسه كان فى سبب .
ده غير ان الاحكام اللى مش منصوص عليها صراحة فى القرءان الكريم دى كمان فيها أراء كتييير .. للأسف كل شيخ بيختار الأنسب لهواه ويقوله وملعون أبو المتلقى الغلبان اللى فاكر ان هو ده رأى الدين
وكمان أى حاجه تتعلق بالوجوديات كان ليها أدلتها العقلية زى ماليها الأدله النقليه .. لأن ربنا عرفوه بالعقل فمش منطقى انك تيجى النهارده بعد ألآف السنين وتقولى ألغى العقل ده واسمعى الكلام ونفذيه من سكات ! ولو اعترضت على كلامك تقول انى بعترض على كلام ربنا وممكن كمان توصل ان فى مشايخ بيتهموا اللى يقول كده بالإلحاد  !

فى الأول كنت بستغرب ليه الشباب المثقف بيحب "مصطفى محمود" بس بعد ما قرأت للراجل العظيم ده فهمت السبب
انا حبيت "مصطفى محمود" مش عشان بيدينى علم انا ماعرفوش بس .. لكن عشان انسان ذكى وبيتعامل مع اللى قدامه على انه انسان عاقل مش مجرد بغبغان لعبه لما يفضى يتملى بالزمبالك . لو قريتله هتفهم قصدى كويس

كلمة أخيرة : عندك معلومه دينيه قولها ((( كاملة بكل الأراء وسيبنى أختار بنفسى أو حتى ماختارش منهم )))  او اسكت خالص . ومش عيب تقول ان ده "رأيك الدينى" مش "رأى الدين"  (فرق شاسع بين المعنيين) .. ومسألة الجنه والنار دى ياريت تسيبها لربنا أصل سيادتك مش بواب عليهم ومعاك مفاتيحهم .. اللى يطيعك وترضى عنه تديله مفتاح الجنه واللى ماترضاش تديله مفتاح النار !




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق