الاثنين، 1 يوليو 2013

ميريت (1)

لست من هواة قرائة الروايات لأننى ببساطه لا احب (اللت والعجن) وهى الصفه السائده والمميزه لأغلب الروايات التى يصاب كُتَّابِها المجانين فجأه بإسهال أدبى .. نجنى نحن القراء المساكين نتائجه :(
ولكن ..
كعادتى اتخذت ذلك القرار الجنونى بخوض التجربه ( واللى يحصل .. يحصل ) ففى أسوء الظروف ان خرجت الرواية بشعه سأقوم بتمزيقها بعد الانتهاء منها ... وستستمر الحيــــاه !

 "هايدى الشافعى"


 ---------------
ميريت
(1)
عجوز أحمق ثرثار ، داكن البشره ، تعلو جبهته خطوط غائره تملأ جبينه ،  ذا أنف أفطس وعينان غائرتان محاطتان بهاله سوداء تضفى على هيئته ملامح أقرب الى تلك الشخصيات التى اعتدت رؤيتها فى أفلام الرعب

منذ ان انتقلت الى ذلك المسكن الجديد وجدته يسكن فى الجوار بادئ ذى بدئ لم أستطع أن آلفه فهو يبدو كمن هبط على الأرض فى مكوك فضائى تحمل نظراته الكثير من الريبه وملامحه الحاده كافيه لتجميد الدم بالعروق .. لكن من الواضح ان الانطباعات الأولى أحياناً لا تدوم .

منذ مايقرب من العامين والنصف حين خطت قدماى أرض القاهرة لأول مره وباتت مشقة الحصول على مسكن ملآئم للعيش بالقرب من مكان عملى هى كل مايشغل بالى ويكدر صفو يومى ، فبت فريسه سهله فى يد السماسره الملعونيين انتقل مابين عقار وآخر  باحثة عن مرادى الذى لم أجده إلا فى تلك الشقة بالطابق الرابع من ذلك العقار المشيد بإحدى شوارع المعادى
أخبرنى المالك اننى هنا سأنعم بالهدوء الذى أريده بعيدا عن الضوضاء وبعيد عن تطفل المتطفلين وان أولئك الاشخاص الذين يقطنون بالقرب منى بنفس العقار هم عُلية المجتمع ولن يتسببوا فى نشوب المشاكل .. على كل حال لم يعنينى هوية أولئك الناس وان كانوا من عُلية القوم أم أسفلهم فأنا أعلم يقينا ان المشاكل لا يتم البحث عنها بل هى تقتحم عليك حياتك كرجال أمن الدوله دون سابق إنذار 

بالمناسبة انا لا أحب السياسة ولا أفهمها رغم عملى كصحفية ومذيعة إلا أننى دائما ماكنت أرى السياسيين الكبار أوغاد مخادعين يستلقون على أريكتهم مستمتعين بلفحة البرد اللطيفه المنبعثه من مبرداتهم يثرثرون كالببغاوات على الشاشات فيعبثون بثرثرتهم تلك بعواطف وعقول الشباب العاشق لوطنه الذى يندفع وراء الشعارات الرنانه .. فيستغلونه لتحقيق مكاسب شخصية ، حقا كم هى قذرة تلك اللعبه التى لم أفهمها يوما ما .

ذات مساء خريفى كنت أجلس فى شرفتى المطله على الشارع الهادئ أحتسى كوبا من مشروب الشيكولاته الساخن وأقلب فى صفحات كتاب ما كنت قد إشتريته ليكون أنيسى فى وحدتى بضع ساعات او ربما أيام .. حين وصل الى مسامعى صوت هامس أشبه بفحيح الأفعى ينبعث من الشقه المجاوره لا أدرى ان كان ما سمعته صحيحاً أم انه مجرد خيالات باغتتنى جراء إندماجى فى تلك الرواية الملعونه التى لا تخلو من بعض الرعب !

أعترف أننى أعشق قراءة الروايات المرعبه أكثر من أى شئ آخر وأعتقد ان ضريبة ذلك جاءت عكسية فادحه فقد بت لا أتأثر بأى فعل خارج عن المعتاد ربما هذا مايطلقون عليه "البرود" أو "ميتة القلب" .. على كل حال لايعنينى فى شئ مايطلقونه على هذا الأمر ، فما يشغل بالى الآن هو ذلك الصوت الذى عاود الظهور هذه المره ولكن بصوره أوضح !

وضعت عن يدى الكتاب وعُدت أسترق السمع لأستبين ماهية الصوت ومصدر انبعاثه .. الآن بات الصوت أوضح من ذى قبل مما لا يدع مجالاً للشك انه صوت إستغاثه لشخص ما لا يقوى على الكلام أو ربما يحيل دون وصول صوته شئ ما !

دائما ما كنت أتعجب من غباء أبطال الروايات والأفلام المرعبه حين يصل الى مسامعهم صوت نعيق غراب فى البهو حال انقطاع التيار الكهربى فيسيرون فى اتجاه الصوت وهم يعلمون يقينا انهم يتوجهون نحو حتفهم ولكنه الفضول يقتلهم شغفاًُ لمعرفة المصدر قبل أن يقتلهم المصدر نفسه ! .. كنت أتساءل ماذا سيحدث لهم إن مكثوا قليلا لحين عودة التيار الكهربى على الأقل حتى يروا بأعينهم ماذا يواجهون وما داموا لن يقووا على محاربة ذلك الوحش المستكين بالأسفل فلماذا لا يفرون هاربين أو إن شاءوا ينتظروا حتى يأتى هو إليهم وينقضى الأمر ! .. حقاً كم هم حمقى


ولكن من الواضح اننى ودون أن أشعر بت انا الأخرى إحدى أولئك الحمقى !

يتبع .......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق